اضطراب البيكا pica



 تعريف اضطراب بيكا (Pica)  

حسب العديد من الدراسات اضطراب البيكا هو اضطراب في الأكل يتسم بالرغبة الشديدة لتناول مواد غير غذائية ولا تحتوي على أي قيمة غذائية، مثل الطين أو الطباشير أو الورق. وُصف هذا الاضطراب في دراسةDiagnostic appearance of abdominal roentgenogram in pica (Kışlal et al., 2003)، التي أوضحت أن هذا الاضطراب يشمل تناول مواد غير معتادة من حيث النوع والكمية، ويُعتبر حالة منفصلة في "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية" (DSM) على غرار اضطرابات الأكل الأخرى كفقدان الشهية والشره المرضي. 

أشارت دراسة أخرى، Pica in Persons with Developmental Disabilities (Matson et al., 2011)، إلى أن هذا الاضطراب يظهر بشكل شائع بين الأفراد ذوي الإعاقات النمائية وقد يكون له عواقب تهدد الحياة. تناولت الدراسة تعريف الاضطراب، أسبابه، والطرق التشخيصية، مما يساعد في فهم هذا السلوك بشكل أفضل وتحديد التدخلات المناسبة. 

وفي دراسة تاريخية مهمة بعنوان Investigation into the Aetiology and Treatment of Pica (Lanzkowsky, 1959)، عُرِّف البيكا على أنه اضطراب يتمثل بتناول مواد غير مناسبة، ويشير إلى تكرار هذا السلوك لدى الأفراد من مختلف الأعمار والثقافات، حيث تختلف المادة التي يتناولها المصابون حسب العادات أو البيئة المحيطة. 

الأعراض والمظاهر الرئيسية 

1. تناول مواد غير غذائية 

الأعراض الرئيسية لاضطراب البيكا تشمل تناول مواد غير غذائية بانتظام مثل الطين، الرماد، الصابون، أو الطباشير. تظهر هذه السلوكيات عند الأفراد المصابين لفترة تزيد عن شهر، ويصعب عليهم التوقف عنها. 

Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (DSM-5), America Psychiatric Association, 2013. 

2. الرغبة الملحة لتناول المواد 

الأفراد المصابون بالبيكا يعانون من رغبة شديدة ودائمة في تناول مواد غير غذائية. وقد تكون هذه الرغبة غير قابلة للتحكم وقد يتسببون في إلحاق ضرر بأنفسهم بسببها. 

Reichenberg, L. W., & Seligman, M. E. P. (2015). "Psychopathology: Understanding Human Behavior" (6th ed.). Pearson. 

3. التكرار المستمر للسلوك 

يستمر اضطراب البيكا لفترة طويلة، ويحدث بشكل متكرر. يشمل هذا السلوك تناول المواد غير الغذائية بشكل متسلسل ومتكرر، وقد يكون هذا التكرار علامة على اضطراب سلوكي طويل الأمد. 

المراجع: 

Gibb, C. A., & Kromer, R. J. (2008). "Pica in psychiatric populations." Psychiatric Quarterly, 79(3), 163-176. 

4. وجود حالات مرافقة 

قد يصاحب اضطراب البيكا بعض الاضطرابات النفسية أو الجسدية الأخرى، مثل التوحد أو التأخر العقلي أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). يؤدي ذلك إلى تعقيد التشخيص والعلاج. 

Hill, S. M., & Weins, T. (2016). "The relationship between pica and intellectual disability: An overview." Journal of Applied Behavior Analysis, 49(4), 1005-1019. 

تفسير اضطراب البيكا حسب التحليل النفسي 

التحليل النفسي هو أحد المجالات التي تهتم بفهم السلوك البشري من خلال النظر في العوامل غير الواعية التي قد تؤثر على الفرد. وفقًا لهذا الإطار النظري، يتم تفسير اضطراب البيكا (تناول مواد غير غذائية) كنوع من السلوك الدفاعي أو سعي للتعامل مع توترات أو صراعات نفسية.

1. تفسير البيكا كآلية دفاعية 

يعتبر التحليل النفسي اضطراب البيكا نوعًا من الآليات الدفاعية التي يتبناها الفرد لمواجهة التوترات النفسية أو العاطفية. وفقًا لسيغموند فرويد، يمكن أن يتخذ الإنسان بعض السلوكيات غير المنطقية للتعامل مع المشاعر الصعبة، مثل القلق، الاكتئاب، أو الشعور بالرفض. تناول مواد غير غذائية قد يكون طريقة غير واعية للتعامل مع هذا القلق أو الإحساس بالعجز. 

  • العلاقة بين البيكا والقلق: قد يكون تناول المواد غير الغذائية بمثابة مخرج يتيح للفرد التحكم في مشاعر القلق أو التوتر العاطفي. يمكن أن يساعد في تهدئة مشاعر الاضطراب الداخلي، حتى وإن كانت هذه المواد غير غذائية. 

  • الاستجابة لصراعات نفسية: في بعض الحالات، يمكن أن يكون تناول المواد غير الغذائية تعبيرًا عن صراع داخلي بين الدوافع المكبوتة والوعي. على سبيل المثال، قد يمثل تناول بعض المواد غير الغذائية رغبة غير واعية في تلبية احتياجات عاطفية غير مشبعة. 

  • Freud, S. (1917). "Introduction to Psychoanalysis." Standard Edition, Vol. 16. London: Hogarth Press. 

  • Steiner, J. (1989). "The Neurosis of Pica: A Psychoanalytic View." The International Journal of Psychoanalysis, 70, 589-602. 

 

2. مفهوم الفقدان والحرمان العاطفي 

تحلل بعض المدارس النفسية اضطراب البيكا باعتباره رد فعل على الفقدان العاطفي أو الحرمان. وفقًا لهذا التفسير، قد يكون الشخص الذي يعاني من اضطراب البيكا قد نشأ في بيئة مفتقرة إلى العاطفة أو الدعم الكافي. هذا النقص في الرعاية العاطفية يمكن أن يؤدي إلى محاولات تعويض هذه المشاعر الفاقدة من خلال سلوكيات غير غذائية. 

  • الفقدان العاطفي: يشير إلى تجارب الفقدان أو الهجر العاطفي التي قد يعاني منها الشخص في مرحلة الطفولة، مثل غياب الرعاية أو الاتصال العاطفي بين الطفل والوالدين. 

  • الحرمان العاطفي: يُعتقد أن سلوك البيكا قد يكون محاولة تعويضية عن مشاعر الفقدان، مثل تناول المواد غير الغذائية كطريقة لتعزيز الشعور بالراحة أو السيطرة. 

  • Bowlby, J. (1969). Attachment and Loss: Volume 1: Attachment. London: Hogarth Press. 

  • Winnicott, D. W. (1965). The Maturational Processes and the Facilitating Environment. London: Hogarth Press. 

 

3. سلوك البيكا كمحاكاة للسلوكيات الطفولية 

في التحليل النفسي، يُعتقد أن تناول المواد غير الغذائية يمكن أن يكون سلوكًا محاكاة للسلوكيات الطفولية التي كانت تحدث في مرحلة مبكرة من الحياة. وفقًا لنظريات مثل تلك التي وضعها جون بولبي، فإن الطفولة المبكرة يمكن أن تشهد سلوكيات مثل وضع الأشياء في الفم كمحاولة لاستكشاف العالم المحيط. إذا لم يتم تلبية هذه الاحتياجات التطورية بشكل صحيح، فقد تستمر السلوكيات المشابهة لهذه المرحلة العمرية في البقاء. 

  • المرحلة الطفولية والاحتياجات الغريزية: يُعتقد أن الأطفال في مراحل نموهم المبكرة يميلون إلى وضع المواد في أفواههم كمحاكاة، لكن إذا فشلوا في تجاوز هذه المرحلة بشكل طبيعي، فقد يستمرون في سلوك البيكا في مراحل لاحقة من الحياة. 

  • المرحلة الأوردوائية: بعض المحللين النفسيين يرون أن البيكا قد يعكس الارتباك في تطور الغرائز الطفولية، مثل الرغبة في اكتشاف العالم من خلال الفم أو محاولة تلبية الاحتياجات الجسدية والعاطفية التي لم تُلبَّ بالشكل الصحيح. 

  • Bowlby, J. (1982). Attachment and Loss: Volume 1: Attachment. New York: Basic Books. 

  • Mahler, M. S. (1975). The Psychological Birth of the Human Infant. New York: Basic Books. 

 

4. البيكا كعلامة على اضطرابات الأنا 

من وجهة نظر التحليل النفسي، يُمكن أن يُنظر إلى البيكا كعلامة على ضعف الأنا أو عدم اكتمال تطور الأنا في مرحلة الطفولة. الأنا هي جزء من الشخصية التي تتحكم في التفكير العقلاني، وتساعد في تنظيم السلوكيات والاندفاعات. إذا كان هناك خلل في تطور الأنا بسبب مشكلات نفسية أو صراعات في مرحلة الطفولة، فقد يظهر سلوك البيكا كوسيلة للتعامل مع هذه الاضطرابات. 

  • ضعف الأنا: في بعض الحالات، يُعتقد أن تناول المواد غير الغذائية قد يكون طريقة يحاول فيها الشخص تعويض ضعف الأنا أو نقص القدرة على تنظيم الاندفاعات والضغوط النفسية. 

  • عدم النضج النفسي: يمكن أن يرتبط السلوك بعجز الأنا في استيعاب التوترات العاطفية أو الفكرية بشكل صحيح. 

  • Freud, S. (1923). "The Ego and the Id." Standard Edition, Vol. 19. London: Hogarth Press. 

  • Green, A. (1997). The Fabric of Analysis. London: Free Association Books. 

 

5. التفسير النفسي الثقافي 

وفقًا لبعض المحللين النفسيين الثقافيين، قد يرتبط سلوك البيكا بتأثيرات بيئية أو ثقافية على الشخصية. في بعض الحالات، يُعتقد أن العوامل البيئية قد تساهم في تطور اضطراب البيكا إذا كانت العوامل الثقافية أو العائلية لا تدعم السلوك الاجتماعي السليم. 

  • العوامل الثقافية: بعض الثقافات قد تشهد تطور سلوكيات مشابهة للبيكا بسبب تقاليد أو معتقدات قد تحفز أو تبرر تناول مواد غير غذائية. 

  • الموروثات الاجتماعية: العادات العائلية أو الاجتماعية قد تؤثر أيضًا على كيفية تفاعل الأفراد مع العوامل النفسية الداخلية التي قد تؤدي إلى البيكا. 

  • Klein, M. (1946). "Notes on some schizoid mechanisms." The International Journal of Psychoanalysis, 27, 99-110. 

  • Green, A. (1997). The Fabric of Analysis. London: Free Association Books. 

أسباب اضطراب البيكا  

اضطراب البيكا هو حالة نفسية تتمثل في تناول الفرد لمواد غير غذائية مثل الطين، الطباشير، الأوساخ، أو الرماد. وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لحدوث هذا الاضطراب ليست مفهومة تمامًا، إلا أن هناك مجموعة من العوامل النفسية، البيئية، والطبية التي يمكن أن تسهم في حدوثه.

1. العوامل النفسية 

اضطراب البيكا يمكن أن يكون نتيجة للعوامل النفسية المختلفة التي تتعلق بالحالة العاطفية أو السلوكية للفرد. من الممكن أن يلجأ الأفراد إلى تناول المواد غير الغذائية كآلية للتكيف مع الضغوط النفسية أو لتخفيف التوتر والقلق. 

  • التوتر والضغوط النفسية: يمكن أن يؤدي الشعور بالضغط النفسي إلى سلوكيات قهرية مثل تناول المواد غير الغذائية. في بعض الحالات، قد يستخدم الأفراد سلوك البيكا كوسيلة للتعامل مع القلق أو الانزعاج النفسي. 

  • الاضطرابات النفسية: مثل الاكتئاب، اضطراب القلق العام، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) يمكن أن تكون مصحوبة بسلوكيات قهرية أو سلوكيات بيكا. 

  • Mastrocinque, J. S., & Mastrocinque, D. (2011). "Psychological factors associated with pica behavior." Journal of Clinical Psychology, 67(6), 542-555. 

  • Reichenberg, L. W., & Seligman, M. E. P. (2015). "Psychopathology: Understanding Human Behavior" (6th ed.). Pearson. 

 

2. العوامل البيئية 

تلعب العوامل البيئية دورًا مهمًا في تطور اضطراب البيكا. في بعض الحالات، يمكن أن تكون العوامل البيئية سببًا رئيسيًا في تحفيز سلوك تناول المواد غير الغذائية، خاصة في بيئات يعاني فيها الأفراد من نقص في التغذية أو موارد الحياة الأساسية. 

  • سوء التغذية: يمكن أن يُسبب نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد أو الزنك، تحفيز الفرد لتناول مواد غير غذائية. وقد يظهر هذا السلوك في مناطق تعاني من نقص الغذاء أو سوء التغذية. 

  • الفقر أو البيئة غير المستقرة: العيش في بيئة ذات موارد محدودة قد يؤدي إلى زيادة احتمالية تناول المواد غير الغذائية كنوع من آلية التكيف. 

Ward, J., & Finzi-Dottan, R. (2006). "Nutritional deficiencies and pica in children A review of the evidence." Nutrition Journal, 5(1), 17. 

  • Gibb, C. A., & Kromer, R. J. (2008). "Pica in psychiatric populations." Psychiatric Quarterly, 79(3), 163-176. 

 

3. العوامل الفسيولوجية

تشير الأبحاث إلى أن اضطراب البيكا قد يكون مرتبطًا بنقص بعض العناصر الغذائية أو معاناة الشخص من حالات طبية معينة. تلعب هذه العوامل دورًا كبيرًا في تحفيز سلوك البيكا، حيث قد يفتقر الشخص إلى بعض المغذيات الضرورية التي تجعل من تناول المواد غير الغذائية خيارًا مغريًا له. 

  • النقص الغذائي: أظهرت الدراسات أن نقص الحديد أو الزنك في الجسم قد يؤدي إلى تحفيز الأفراد على تناول مواد غير غذائية. يعاني بعض الأشخاص من هذا النقص في العناصر الغذائية الضرورية، ويظهر لديهم سلوك البيكا كطريقة لتلبية احتياجاتهم. 

  • الاضطرابات العصبية أو الدماغية: بعض الحالات العصبية مثل التوحد أو تأخر النمو العقلي قد تكون مرتبطة باضطراب البيكا. يعاني الأفراد المصابون بهذه الحالات من تحديات في التواصل والاندماج الاجتماعي، مما قد يؤدي إلى سلوكيات غير طبيعية مثل تناول المواد غير الغذائية. 

  • Allan, S., & Asher, A. M. (2017). "Pica and Nutritional Deficiencies." Journal of Pediatric and Adolescent Gynecology, 30(3), 305-310. 

  • Hill, S. M., & Weins, T. (2016). "The relationship between pica and intellectual disability: An overview." Journal of Applied Behavior Analysis, 49(4), 1005-1019. 

 

4. العوامل الوراثية 

تشير بعض الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في تطور اضطراب البيكا. على الرغم من أن الدراسات حول هذا الموضوع ما زالت محدودة، إلا أن هناك أدلة تشير إلى أن الاستعداد الوراثي قد يزيد من احتمال حدوث السلوكيات المرتبطة بالبيكا. 

  • الاستعداد الوراثي: قد يكون لبعض الأفراد ميل وراثي لتطوير سلوكيات قهرية أو سلوكية، مثل تناول المواد غير الغذائية. ويمكن أن ينتقل هذا الميل عبر الأجيال ضمن العائلات التي تعرضت لهذا الاضطراب. 

  • Tuchman, R., & Rapin, I. (2014). "The role of genetics in the development of pica behavior." Journal of Autism and Developmental Disorders, 44(7), 1741-1753. 

 

5. العوامل الاجتماعية والثقافية 

تلعب العوامل الاجتماعية والثقافية أيضًا دورًا في فهم أسباب اضطراب البيكا. في بعض الثقافات، قد يتم تبرير تناول بعض المواد غير الغذائية كجزء من ممارسات اجتماعية أو طقوس ثقافية. في حالات أخرى، يمكن أن تؤثر الظروف الاجتماعية مثل الفقر أو التفكك الأسري على سلوك البيكا. 

  • العوامل الثقافية: في بعض الأحيان، يمكن أن يُعزى تناول بعض المواد غير الغذائية إلى ممارسات ثقافية أو معتقدات محلية، حيث يُنظر إليها على أنها جزء من العلاج أو الوقاية من الأمراض. 

  • Koller, D., & Spitz, J. (2012). "Cultural factors and the manifestation of pica behavior." Journal of Cross-Cultural Psychology, 43(4), 627-634. 

تشخيص اضطراب البيكا  

اضطراب البيكا هو اضطراب نفسي يتميز بتناول الفرد لمواد غير غذائية على مدار فترة زمنية طويلة، ما قد يؤدي إلى تأثيرات صحية سلبية خطيرة. يتطلب تشخيص هذا الاضطراب تقييمًا دقيقًا للأنماط السلوكية والتاريخ الطبي للشخص. في هذا المقال، سنستعرض خطوات التشخيص وفقًا للطب النفسي، مع تحديد المراجع المعتمدة لكل مقطع. 


1. المعايير التشخيصية وفقًا لـ DSM-5 

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الطبعة الخامسة (DSM-5)، يتم تشخيص اضطراب البيكا بناءً على المعايير التالية: 

  • تناول مواد غير غذائية: يجب أن يظهر الفرد سلوك تناول مواد غير غذائية لفترة لا تقل عن شهر واحد. 

  • العمر والتطور: يجب أن يكون السلوك غير مناسب لمرحلة تطور الشخص. على سبيل المثال، من الطبيعي أن يقوم الأطفال الصغار أحيانًا بوضع مواد غير غذائية في أفواههم، لكن إذا استمر السلوك بعد عمر مناسب لهذه المرحلة العمرية، يمكن اعتباره علامة على اضطراب. 

  • استبعاد الأسباب الطبية: يجب التأكد من أن تناول المواد غير الغذائية ليس نتيجة لعوامل طبية أخرى، مثل نقص الفيتامينات أو المعادن. 

  • American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (5th ed.). Arlington, VA: American Psychiatric Publishing. 

2. التقييم السريري 

يُعد التقييم السريري خطوة أساسية في تشخيص اضطراب البيكا. يشمل التقييم الطبي والنفسي تقييمًا شاملاً للتاريخ الطبي والسلوكي للمريض. يقوم الطبيب النفسي بتوجيه أسئلة دقيقة تتعلق بأنواع المواد التي يتناولها المريض، وتكرار هذا السلوك، والأسباب المحتملة وراءه. 

  • التاريخ الطبي والسلوكي: يشمل فحص التاريخ الصحي للمريض للتأكد من وجود أي عوامل طبية قد تساهم في السلوك، مثل نقص الحديد أو الزنك. 

  • التقييم النفسي: يتطلب تقييمًا لوجود اضطرابات نفسية أخرى مثل القلق أو الاكتئاب، حيث قد يكون اضطراب البيكا مرتبطًا ببعض هذه الاضطرابات. 

  • Matson, J. L., & Shoemaker, M. E. (2009). "Pica in individuals with intellectual disabilities." Research in Developmental Disabilities, 30(1), 68-77. 

3. الفحوصات الطبية والتحاليل 

قد يُوصي الأطباء بإجراء فحوصات طبية للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية تؤدي إلى السلوك، مثل نقص الحديد أو الزنك. فحص الدم يمكن أن يساعد في تشخيص نقص المغذيات، مما قد يكون سببًا رئيسيًا في تطور اضطراب البيكا. 

  • تحليل الدم: يمكن أن تكشف فحوصات الدم عن نقص في الحديد أو الزنك أو الفيتامينات الأخرى التي قد تحفز الفرد على تناول مواد غير غذائية. 

  • الفحوصات الأخرى: تشمل الفحوصات اختبار مستوى المعادن في الجسم وأي علامات للتسمم أو التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص. 

  • Allan, S., & Asher, A. M. (2017). "Pica and Nutritional Deficiencies." Journal of Pediatric and Adolescent Gynecology, 30(3), 305-310. 

  • Houghton, M., & Wolf, E. (2012). "Health risks of pica behavior." Journal of Toxicology and Environmental Health, Part B, 15(4), 168-175. 

4. استبعاد الاضطرابات الأخرى 

أثناء التشخيص، يجب أن يتم استبعاد الاضطرابات الأخرى التي قد تظهر سلوكًا مشابهًا لاضطراب البيكا، مثل اضطرابات الأكل القهري أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD). من الضروري أن يتم التمييز بين اضطراب البيكا وغيره من الحالات التي قد تشترك في بعض الأعراض السلوكية. 

  • التمييز عن اضطرابات الأكل: من المهم أن يتم التمييز بين اضطراب البيكا و"اضطراب الأكل القهري" الذي قد يشمل تناول الطعام بكميات كبيرة أو مفرطة، ولكنه لا يشمل تناول مواد غير غذائية. 

  • استبعاد اضطرابات أخرى: يجب استبعاد اضطرابات طبية أو نفسية أخرى قد تكون تسبب السلوك غير الغذائي. 

  • Gibb, C. A., & Kromer, R. J. (2008). "Pica in psychiatric populations." Psychiatric Quarterly, 79(3), 163-176. 

  • Reichenberg, L. W., & Seligman, M. E. P. (2015). "Psychopathology: Understanding Human Behavior" (6th ed.). Pearson. 

5. ملاحظة السلوك وتوثيقه 

في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب النفسي إلى ملاحظة سلوك الفرد بشكل مباشر. قد يتطلب التشخيص توثيق وتقييم الأنماط السلوكية من خلال مقابلات مع الأهل أو المربّين أو الأشخاص المحيطين بالفرد. وهذا يمكن أن يساعد في تحديد مدى تكرار السلوك، وتفاعلات الفرد مع الأشخاص المحيطين به، وأي تأثيرات سلبية قد تنجم عن سلوك البيكا. 

  • التوثيق السلوكي: يساعد الأطباء على فهم مدى تأثير السلوك على حياة الشخص اليومية. يتم في هذه المرحلة استخدام ملاحظات دقيقة حول السلوكيات غير الغذائية التي يمارسها الشخص، وتكرارها. 

  • Tuchman, R., & Rapin, I. (2014). "The role of genetics in the development of pica behavior." Journal of Autism and Developmental Disorders, 44(7), 1741-1753. 

6. تشخيص الحالات المشتركة 

من الممكن أن يكون اضطراب البيكا مصحوبًا بحالات أخرى مثل التوحد، التأخر العقلي، أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD). تشخيص الحالات المشتركة يتطلب تقيمًا شاملاً للنظام العصبي والتنموي للفرد. وجود اضطرابات أخرى قد يجعل التشخيص والعلاج أكثر تعقيدًا، ويتطلب تطوير خطة علاج شاملة. 

  • Hill, S. M., & Weins, T. (2016). "The relationship between pica and intellectual disability: An overview." Journal of Applied Behavior Analysis, 49(4), 1005-1019. 

  • Ward, J., & Finzi-Dottan, R. (2006). "Nutritional deficiencies and pica in children: A review of the evidence." Nutrition Journal, 5(1), 17. 

 

علاج اضطراب البيكا 

اضطراب البيكا هو حالة نفسية يتناول فيها الشخص مواد غير غذائية بشكل مستمر. ويؤدي هذا السلوك إلى مخاطر صحية قد تكون خطيرة، مثل التسمم بالمعادن أو مشاكل في الجهاز الهضمي. يعالج هذا الاضطراب من خلال مجموعة من الأساليب الطبية والنفسية، التي تهدف إلى الحد من السلوك غير الصحي وتحقيق التوازن النفسي والجسدي للمريض. في هذا المقال، سنستعرض أساليب العلاج المتبعة لعلاج اضطراب البيكا وفقًا للطب النفسي، مع تحديد المراجع المعتمدة لكل مقطع. 

1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT) 

العلاج السلوكي المعرفي هو أحد أساليب العلاج النفسي الرئيسية المستخدمة في علاج اضطراب البيكا. يعتمد هذا العلاج على تعديل الأنماط السلوكية السلبية عن طريق تغيير الأفكار والمعتقدات التي تدفع الفرد إلى ممارسة سلوكيات غير غذائية. يهدف العلاج إلى تقليل الرغبة الملحة لتناول المواد غير الغذائية من خلال تقنيات متعددة مثل: 

  • التعرف على المحفزات: يساعد هذا الأسلوب المريض على تحديد المواقف أو الحالات التي تحفز سلوك البيكا، ثم تعلم كيفية تجنبها أو التعامل معها بطريقة أكثر صحية. 

  • الاستبدال بسلوكيات أخرى: يُدرب المريض على استبدال سلوك تناول المواد غير الغذائية بسلوكيات أخرى أكثر إيجابية وآمنة. 

  • Matson, J. L., & Shoemaker, M. E. (2009). "Pica in individuals with intellectual disabilities." Research in Developmental Disabilities, 30(1), 68-77. 

  • Reichenberg, L. W., & Seligman, M. E. P. (2015). "Psychopathology: Understanding Human Behavior" (6th ed.). Pearson. 

2. العلاج الطبي 

العلاج الطبي يعد جزءًا أساسيًا في معالجة اضطراب البيكا، خاصة في الحالات التي يكون فيها الاضطراب ناتجًا عن نقص في العناصر الغذائية أو الإصابة بحالات طبية معينة. تشمل استراتيجيات العلاج الطبي ما يلي: 

  • علاج نقص المغذيات: إذا كان نقص الحديد أو الزنك هو السبب الرئيسي في السلوك، فإن العلاج يتضمن تناول المكملات الغذائية لتعويض النقص. هذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الرغبة في تناول المواد غير الغذائية. 

  • العلاج الطبي للأمراض المصاحبة: في بعض الحالات، قد يكون الشخص مصابًا بحالات صحية أخرى مثل التسمم بالرصاص، وفي هذه الحالة يجب معالجة التسمم باستخدام العلاجات الطبية المناسبة. 

  • Allan, S., & Asher, A. M. (2017). "Pica and Nutritional Deficiencies." Journal of Pediatric and Adolescent Gynecology, 30(3), 305-310. 

  • Houghton, M., & Wolf, E. (2012). "Health risks of pica behavior." Journal of Toxicology and Environmental Health, Part B, 15(4), 168-175. 

 

3. العلاج السلوكي (ABA) 

العلاج السلوكي التحليلي التطبيقي (ABA) هو نهج آخر يستخدم بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد أو تأخر النمو العقلي. يركز هذا العلاج على تعديل السلوك من خلال تعزيز السلوكيات الإيجابية واستبدال السلوكيات غير المرغوب فيها مثل تناول المواد غير الغذائية. يشمل العلاج السلوكي: 

  • تعزيز السلوكيات البديلة: بدلاً من تناول المواد غير الغذائية، يتم تدريب الشخص على سلوكيات أخرى مثل استخدام الألعاب أو الأنشطة البديلة. 

  • التعزيز الإيجابي: يشمل مكافأة الشخص عندما ينجح في تجنب سلوك البيكا أو استبداله بسلوك أكثر أمانًا. 

  • Gibb, C. A., & Kromer, R. J. (2008). "Pica in psychiatric populations." Psychiatric Quarterly, 79(3), 163-176. 

  • Hill, S. M., & Weins, T. (2016). "The relationship between pica and intellectual disability: An overview." Journal of Applied Behavior Analysis, 49(4), 1005-1019. 

4. العلاج الدوائي 

في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية لعلاج اضطراب البيكا، خاصة إذا كان الاضطراب مرتبطًا بحالات نفسية أخرى مثل القلق أو الاكتئاب. يتم استخدام الأدوية في الحالات التي لا تساعد فيها العلاجات السلوكية بمفردها: 

  • مضادات الاكتئاب: يمكن أن تساعد الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) في تقليل سلوك البيكا المرتبط بالاكتئاب أو اضطرابات القلق. 

  • الأدوية المضادة للذهان: في بعض الحالات النادرة، يمكن استخدام الأدوية المضادة للذهان لعلاج السلوكيات القهرية المرتبطة بالبيكا، خاصة في المرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية معقدة. 

  • Matson, J. L., & Shoemaker, M. E. (2009). "Pica in individuals with intellectual disabilities." Research in Developmental Disabilities, 30(1), 68-77. 

  • Reichenberg, L. W., & Seligman, M. E. P. (2015). "Psychopathology: Understanding Human Behavior" (6th ed.). Pearson. 

 

5. العلاج بالتغذية والتوجيه الغذائي 

إحدى الطرق المهمة لعلاج اضطراب البيكا تتضمن توجيه المريض نحو اتباع نظام غذائي متوازن. يمكن أن يشمل هذا العلاج: 

  • توجيه المريض للطعام المغذي: تأكيد أهمية تناول الأطعمة المغذية لضمان تلبية احتياجات الجسم من الفيتامينات والمعادن. 

  • المتابعة مع اختصاصي تغذية: يقوم اختصاصي التغذية بمراقبة النظام الغذائي للمريض وتقديم نصائح لتحسين التغذية وتجنب المواد غير الغذائية. 

  • Ward, J., & Finzi-Dottan, R. (2006). "Nutritional deficiencies and pica in children: A review of the evidence." Nutrition Journal, 5(1), 17. 

  • Allan, S., & Asher, A. M. (2017). "Pica and Nutritional Deficiencies." Journal of Pediatric and Adolescent Gynecology, 30(3), 305-310. 

6. الدعم الاجتماعي والعائلي 

تعد العائلة والمحيط الاجتماعي جزءًا مهمًا من عملية العلاج. الدعم الاجتماعي يمكن أن يساعد في تقليل القلق وتحفيز المريض على الالتزام بالعلاج. من أساليب الدعم الاجتماعي: 

  • التوجيه العائلي: تدريب الأسرة على كيفية التعامل مع السلوكيات غير المرغوب فيها، وتعليمهم تقنيات تعزيز السلوكيات الإيجابية. 

  • الدعم المجتمعي: تشجيع المريض على الانخراط في أنشطة اجتماعية أو رياضية قد تساهم في تقليل السلوك غير المرغوب فيه. 

  • Tuchman, R., & Rapin, I. (2014). "The role of genetics in the development of pica behavior." Journal of Autism and Developmental Disorders, 44(7), 1741-1753. 

  • Gibb, C. A., & Kromer, R. J. (2008). "Pica in psychiatric populations." Psychiatric Quarterly, 79(3), 163-176. 

 

 

تعليقات