اضطراب الشخصية السيكوباتية Antisocial Personality Disorder

 اضطراب الشخصية السيكوباتية، أو ما يعرف علميًا باسم اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial Personality Disorderهو اضطراب نفسي يتسم بنمط ثابت من تجاهل حقوق الآخرين وانتهاكها، ويظهر عادةً منذ سن الطفولة أو المراهقة المبكرة ويستمر في مرحلة البلوغ. الشخص المصاب بهذا الاضطراب يكون غير قادر على الامتثال للقواعد الاجتماعية، ويتصف بسلوكيات تتسم بالخداع، والتهور، والعدوانية، وتجاهل مشاعر الآخرين. 

تعريف اضطراب الشخصية السيكوباتية في الطب النفسي: 

  1. الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5): 
    يعرّف DSM-5 اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع كحالة تتضمن نمطًا دائمًا من تجاهل حقوق الآخرين ينشأ منذ سن الـ15 عامًا، ويتجسد من خلال عدة صفات، منها: عدم احترام القوانين، الكذب، الاندفاع، العدوانية، اللامبالاة تجاه سلامة النفس أو الآخرين، وعدم الشعور بالندم (الجمعية الأمريكية للطب النفسي، 2013). 

  1. التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11): 
    وفقًا لمنظمة الصحة العالمية في تصنيفها الدولي للأمراض (ICD-11)، يُعرف اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع كنمط مستمر من السلوك المعادي للمجتمع والانتهاك المتكرر للقواعد والمعايير الاجتماعية، ويتجسد هذا النمط بسلوك عدائي ومتلاعب وغير مبالٍ بمشاعر الآخرين (منظمة الصحة العالمية، 2019). 

الأفكار الشائعة  حول الشخصية السيكوباتية 

هناك العديد من الأفكار الشائعة  حول الشخصية السيكوباتية، وغالبًا ما تعكس الصور النمطية والأفلام والأعمال الدرامية هذه الأفكار بطريقة مبالغ فيها أو غير دقيقة. فيما يلي بعض الأفكار الشائعة الخاطئة عن اضطراب الشخصية السيكوباتية، مع توضيح الحقائق الحقيقية وراءها: 

1. السيكوباتي هو مجرم دائمًا 

  • الخاطئة: كثير من الناس يعتقدون أن جميع السيكوباتيين مجرمون عنيفون أو قتلة متسلسلون. 

  • الحقيقة: ليس كل شخص سيكوباتي يصبح مجرمًا، حيث يمكن أن يتجه البعض إلى حياة مهنية مستقرة ويعيشون دون ارتكاب جرائم علنية. السيكوباتية تتميز بنقص التعاطف والتلاعب، لكن ليست جميع الحالات تتطور إلى جرائم. 

2. السيكوباتيون لا يمكنهم النجاح في المجتمع 

  • الخاطئة: يظن البعض أن الشخص السيكوباتي غير قادر على تحقيق النجاح المهني أو الاجتماعي. 

  • الحقيقة: بعض السيكوباتيين يتمتعون بمهارات في التلاعب والسيطرة الاجتماعية، مما يمكنهم من الوصول إلى مناصب قيادية أو مهنية عالية. هناك من يصف هؤلاء الأشخاص بأن لديهم "كاريزما" جذابة، مما يساعدهم على النجاح. 

3. السيكوباتيون يفتقرون للمشاعر تمامًا 

  • الخاطئة: يعتقد الكثيرون أن السيكوباتيين بلا مشاعر بشكل كامل. 

  • الحقيقة: السيكوباتيون يعانون من نقص في التعاطف، لكن يمكنهم الشعور بالغضب، والسرور، والملل، وقد يكون لديهم ردود فعل تجاه الخطر أو التهديد. الفرق هو أن مشاعرهم غالبًا ما تكون مرتبطة بمصالحهم الشخصية دون مراعاة لمشاعر الآخرين. 

4. السيكوباتية تنتج عن طفولة مليئة بالعنف فقط 

  • الخاطئة: يُعتقد أن السيكوباتية تأتي فقط من التعرض للعنف أو الإهمال في الطفولة. 

  • الحقيقة: العوامل البيئية مثل التعرض للعنف يمكن أن تلعب دورًا في ظهور السلوكيات السيكوباتية، لكن هناك أيضًا عوامل جينية وبيولوجية تؤثر بشكل كبير. ليس كل من نشأ في بيئة سلبية يصبح سيكوباتيًا، والعكس صحيح أيضًا. 

5. يمكن تمييز السيكوباتيين بسهولة 

  • الخاطئة: يُفترض أن السيكوباتيين يظهرون سلوكيات غير طبيعية واضحة ويسهل اكتشافهم. 

  • الحقيقة: بعض السيكوباتيين بارعون في الاندماج في المجتمع وتقديم أنفسهم بصورة طبيعية جدًا. لديهم القدرة على التلاعب وإخفاء سلوكياتهم المعادية للمجتمع، مما يجعل التعرف عليهم أمرًا صعبًا في بعض الأحيان. 

6. السيكوباتية لا علاج لها أبدًا 

  • الخاطئة: يعتقد البعض أن السيكوباتية لا يمكن علاجها أو إدارة أعراضها. 

  • الحقيقة: بينما يعتبر اضطراب الشخصية السيكوباتية من الاضطرابات الصعبة للعلاج، إلا أن بعض الاستراتيجيات العلاجية مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والتدخلات السلوكية قد تساعد في إدارة بعض الأعراض والسلوكيات. ومع ذلك، يتطلب العلاج وقتًا طويلًا وقد لا تكون النتائج دائمة. 

7. السيكوباتية هي مرادف للسادية 

  • الخاطئة: يُفترض أن السيكوباتيين يستمتعون بإلحاق الأذى بالآخرين وأنهم يسعون عمدًا إلى تعذيبهم. 

  • الحقيقة: لا يتميز جميع السيكوباتيين بالسلوكيات السادية، رغم أن البعض قد يتصف بذلك. السيكوباتية تتعلق أساسًا بنقص التعاطف، والرغبة في تحقيق الأهداف الشخصية، والتلاعب، لكن ليس كل شخص سيكوباتي يسعى لإيذاء الآخرين بشكل سادي. 

8. جميع السيكوباتيين أذكياء للغاية 

  • الخاطئة: تنتشر صورة السيكوباتيين كأشخاص أذكياء للغاية وخبثاء. 

  • الحقيقة: الذكاء بين السيكوباتيين متنوع مثل أي مجموعة سكانية أخرى، وليس جميعهم يتمتعون بذكاء استثنائي. ومع ذلك، قد يتميز بعضهم بذكاء اجتماعي وقدرة على التلاعب. 

تساهم هذه الأفكار الخاطئة في خلق تصورات غير دقيقة حول اضطراب الشخصية السيكوباتية، مما يؤثر على فهم المجتمع للشخصية السيكوباتية وكيفية التعامل معها بشكل واقعي وفعال. 

 

اعراض اضطراب الشخصية السيكوباتية  

أعراض اضطراب الشخصية السيكوباتية،  (Antisocial Personality Disorderهي مجموعة من السلوكيات والمواقف التي تتضمن تجاهل القوانين، وعدم احترام حقوق الآخرين، وتميل إلى الظهور بشكل ثابت ودائم منذ مرحلة المراهقة المبكرة أو الطفولة. يتم وصف الأعراض بشكل رئيسي من خلال الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) والتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11). 

الأعراض حسب DSM-5 (الجمعية الأمريكية للطب النفسي، 2013): 

وفقًا لـ DSM-5، يجب أن يظهر الشخص خمسة أو أكثر من الأعراض التالية، وتبدأ عادة قبل سن الـ15 عامًا وتستمر في مرحلة البلوغ: 

  1. اللامبالاة المتكررة بالقوانين والأعراف الاجتماعية: يتجلى هذا في سلوكيات تنتهك القانون مثل الاعتداء أو السرقة أو غيرها من الأفعال غير القانونية. 

  1. التلاعب والخداع: يتميز الأشخاص بالكذب المتكرر، واستخدام الأسماء المستعارة، وخداع الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية أو المتعة. 

  1. الاندفاع وعدم القدرة على التخطيط للمستقبل: يميل الأشخاص إلى اتخاذ قرارات متهورة دون التفكير في العواقب المستقبلية. 

  1. العدوانية والتهيج: يظهر الأشخاص سلوكيات عدوانية قد تتضمن الشجار أو الاعتداء الجسدي. 

  1. عدم احترام سلامة الآخرين: يشمل هذا عدم الشعور بالذنب أو الندم على الأفعال التي قد تضر بالآخرين. 

  1. عدم تحمل المسؤولية بشكل مستمر: يظهر ذلك في عدم احترام الالتزامات المادية أو المهنية أو الشخصية. 

  1. غياب الشعور بالندم: الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب غالبًا لا يظهرون ندمًا على أفعالهم، حتى إذا كانت تسبب الألم للآخرين. 

الأعراض حسب ICD-11 (منظمة الصحة العالمية، 2019): 

يُعرّف التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بأنه نمط دائم من السلوك المعادي للمجتمع الذي يتضمن: 

  1. الاندفاعية وصعوبة التحكم بالنزوات: وهذا يظهر في اتخاذ قرارات متهورة دون التفكير بالعواقب. 

  1. انتهاك القواعد الاجتماعية بشكل متكرر: سلوكيات عدائية تؤدي إلى خرق القوانين والمعايير الاجتماعية. 

  1. عدم الشعور بالذنب أو التعاطف مع الآخرين: مما يؤدي إلى تكرار الأذى للآخرين بدون أي تأنيب ضمير. 

  1. التلاعب بالأشخاص من أجل المصلحة الشخصية: ويشمل ذلك سلوكيات مثل الكذب المستمر والخداع. 

 

العوامل المؤثرة اضطراب الشخصية السيكوباتية  

اضطراب الشخصية السيكوباتية،  (Antisocial Personality Disorderيتأثر بعدة عوامل تساهم في تطوره، منها عوامل وراثية وبيئية ونفسية. توضح الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) والتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) العوامل التي قد تسهم في هذا الاضطراب، وتشير الأبحاث إلى أن تطوره يتداخل فيه الجينات والعوامل البيئية وتفاعلاتهما. 

  1. العوامل الوراثية: 

  1. تشير الأبحاث إلى أن العوامل الجينية تلعب دورًا كبيرًا في احتمالية الإصابة باضطراب الشخصية السيكوباتية. فالاضطراب ينتقل بين أفراد العائلة، وهناك احتمالية لوجود جينات تؤثر على تطور هذا الاضطراب (الجمعية الأمريكية للطب النفسي، 2013). 

  1. دراسات على التوائم تدعم أن الوراثة تساهم في بعض سمات الاضطراب مثل الاندفاع والعدوانية، ما يشير إلى أن السيكوباتية قد تكون إلى حد ما موروثة. 

  1. التنشئة في بيئة مضطربة: 

  1. الأطفال الذين نشأوا في بيئات تتسم بالعنف الأسري، الإهمال العاطفي، أو التعرض للصدمة، يكونون أكثر عرضة لتطوير سمات الشخصية السيكوباتية. فقد يؤدي العنف المنزلي والتجارب الصادمة إلى ضعف في قدرة الطفل على تطوير التعاطف مع الآخرين أو الشعور بالندم (منظمة الصحة العالمية، 2019). 

  1. عدم الاستقرار الأسري أو غياب الدعم العاطفي يعزز ظهور السلوكيات العدائية واللامبالية. 

  1. التعرض لصدمات الطفولة: 

  1. تجارب مثل التعرض للعنف أو سوء المعاملة في مرحلة الطفولة ترتبط بتطور اضطراب الشخصية السيكوباتية. الصدمات النفسية والجسدية في الطفولة تؤدي إلى تطور آليات تكيفية غير صحية قد تستمر في مرحلة البلوغ (الجمعية الأمريكية للطب النفسي، 2013). 

  1. الخلل في وظائف الدماغ: 

  1. دراسات تصوير الدماغ أظهرت أن الأفراد المصابين باضطراب الشخصية السيكوباتية قد يكون لديهم خلل في مناطق معينة من الدماغ، مثل الفص الجبهي والأميغدالا (اللوزة الدماغيةوهي المناطق المسؤولة عن ضبط السلوكيات العاطفية واتخاذ القرارات والتحكم بالاندفاعات. هذه الاختلافات قد تفسر بعض السمات الأساسية للاضطراب، كالعجز عن التعاطف أو الاندفاعية (منظمة الصحة العالمية، 2019). 

  1. التفاعل بين الجينات والبيئة: 

  1. العامل البيئي لا يعمل بمعزل عن العوامل الوراثية، حيث أن تفاعل الجينات مع البيئة المحيطة يلعب دورًا رئيسيًا في نشأة هذا الاضطراب. الأفراد الذين يحملون عوامل وراثية للاضطراب ويعيشون في بيئات مضطربة يصبحون أكثر عرضة للتطور بشكل غير سوي. 

تشخيص اضطراب الشخصية السيكوباتية   

تشخيص اضطراب الشخصية السيكوباتية، (Antisocial Personality Disorderيتطلب تقييمًا دقيقًا يعتمد على مجموعة من المعايير المحددة في كل من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) والتصنيف الدولي للأمراض (ICD-11). تُعتمد هذه المعايير لضمان التشخيص الدقيق والموضوعي بناءً على أنماط السلوكيات المستمرة منذ فترة المراهقة أو الطفولة. 


معايير التشخيص حسب DSM-5 (الجمعية الأمريكية للطب النفسي، 2013): 

وفقًا لـ DSM-5، يجب أن يظهر الشخص خمسة أو أكثر من المعايير التالية، حيث تبدأ الأعراض قبل سن 15 عامًا وتستمر في مرحلة البلوغ: 

  1. القيام بسلوكيات تنتهك القوانين والقواعد: السلوك الإجرامي المتكرر والمستمر وانتهاك حقوق الآخرين. 

  1. الخداع والمراوغة: يتضمن هذا الكذب المستمر، أو التلاعب بالآخرين لتحقيق مكاسب شخصية، أو استخدام الأسماء المستعارة. 

  1. الاندفاع: يتميز بعدم القدرة على التخطيط للمستقبل أو التفكير في عواقب السلوكيات. 

  1. العدوانية والتهيج: يظهر في تكرار الشجار أو الاعتداء الجسدي، بالإضافة إلى التهور. 

  1. عدم المسؤولية المستمرة: يظهر في جوانب الحياة المختلفة، مثل الفشل المتكرر في تحمل الالتزامات المهنية أو المالية. 

  1. غياب الشعور بالندم أو التعاطف: يظهر بعدم الشعور بالندم أو تأنيب الضمير تجاه تصرفات تضر بالآخرين. 

ملاحظة مهمة: يجب أن يكون الشخص قد بلغ سن 18 عامًا ليتم تشخيصه باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع وفقًا لـ DSM-5. يجب أن يكون هناك أيضًا تاريخ من اضطراب السلوكيات قبل سن 15 عامًا. 

معايير التشخيص حسب ICD-11 (منظمة الصحة العالمية، 2019): 

يعتمد ICD-11 معايير مماثلة ولكن بمزيد من التركيز على النمط المستمر للسلوكيات العدائية والمعادية للمجتمع: 

  1. النمط المستمر لانتهاك القواعد والمعايير: سلوكيات تتصف بالتمرد على القوانين الاجتماعية والعدوانية. 

  1. عدم القدرة على تكوين علاقات صحية: يفتقر الشخص المصاب إلى القدرة على تكوين علاقات صحية ومستقرة مع الآخرين، ويظهر نمط من التلاعب أو الاستغلال. 

  1. عدم القدرة على التعاطف أو الشعور بالندم: هذا السلوك غالبًا يؤدي إلى تكرار الأذى دون أي شعور بالذنب أو الندم على تصرفاته. 

  1. الإهمال الشديد للمسؤوليات: الفشل المتكرر في الوفاء بالالتزامات الشخصية، سواء كانت في العمل أو العلاقات. 

  1. السلوكيات المتهورة والخطرة: الميل إلى المشاركة في أنشطة خطرة بدون اعتبار للعواقب أو للآخرين. 

الفروقات بين DSM-5 وICD-11: 

  • يركز DSM-5 على مجموعة من السلوكيات المحددة التي تظهر منذ الطفولة والمراهقة، بينما يضع ICD-11 التركيز على استمرارية هذه السلوكيات وعدم القدرة على تكوين علاقات قائمة على الاحترام والتفاهم. 

  • يشترط DSM-5 وجود اضطراب السلوكيات في الطفولة، بينما قد لا يكون ذلك شرطًا صارمًا في ICD-11. 

علاج اضطراب الشخصية السيكوباتية 

علاج اضطراب الشخصية السيكوباتية (اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع) يعد من التحديات الكبرى في مجال الطب النفسي، حيث يظهر الأفراد المصابون بهذا الاضطراب ترددًا في طلب المساعدة ويُظهرون عادةً مقاومة للعلاج. ومع ذلك، تتوفر بعض الأساليب التي قد تساعد في إدارة السلوكيات الضارة أو العدوانية، ويُعتمد على استراتيجيات مختلفة كالعلاج النفسي وبعض العلاجات الدوائية. 

استراتيجيات العلاج المتاحة: 

  1. العلاج النفسي: 

  1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُعتبر CBT من العلاجات الأساسية المستخدمة في محاولة تغيير السلوكيات العدوانية أو الاندفاعية عند الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية السيكوباتية. يُركز العلاج السلوكي المعرفي على تعليم المرضى كيفية التعرف على أفكارهم السلبية واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية، إضافة إلى تعديل سلوكياتهم وردود أفعالهم تجاه المحفزات المختلفة (الجمعية الأمريكية للطب النفسي، 2013). 

  1. العلاج المعرفي الاجتماعي: يعتمد هذا العلاج على تطوير المهارات الاجتماعية وزيادة القدرة على فهم مشاعر الآخرين، مع التركيز على تحسين قدرات التعاطف. رغم أن فعاليته محدودة، إلا أنه يساعد بعض المرضى على التفاعل بشكل أكثر انسجامًا مع الآخرين (منظمة الصحة العالمية، 2019). 

  1. العلاج الجماعي: 

  1. العلاج الجماعي يمكن أن يكون مفيدًا في مساعدة الأفراد على التفاعل مع الآخرين ضمن بيئة مراقبة وموجهة. يُستخدم هذا العلاج لتحسين مهارات التواصل وضبط السلوكيات العدوانية. وقد أظهرت بعض الدراسات تحسنًا في استجابة الأفراد عندما يشاركون في جلسات جماعية مع مرضى آخرين في بيئة آمنة. 

  1. التدخلات الدوائية: 

  1. مضادات الذهان ومثبتات المزاج: تُستخدم أحيانًا لمساعدة المرضى في السيطرة على العدوانية وتقلبات المزاج. رغم أنه لا توجد أدوية معتمدة حصرًا لعلاج اضطراب الشخصية السيكوباتية، إلا أن بعض مضادات الذهان مثل أولانزابين أو مثبتات المزاج مثل الليثيوم قد تُساعد في تقليل السلوكيات العدوانية (الجمعية الأمريكية للطب النفسي، 2013). 

  1. مضادات الاكتئاب: في بعض الحالات، قد تساعد مضادات الاكتئاب في السيطرة على التوتر وتقلب المزاج، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من أعراض مصاحبة مثل القلق. 

  1. التدخلات المجتمعية والبيئية: 

  1. تتضمن هذه التدخلات برامج التأهيل وإعادة الإدماج الاجتماعي، التي تساعد الأفراد على تحسين سلوكهم في البيئات الاجتماعية والعائلية. هذه البرامج تهدف إلى تحسين التفاعل مع المجتمع وتعزيز المهارات الاجتماعية. 

  1. التدخل المبكر في مرحلة الطفولة: 

  1. يوصي الخبراء بالتركيز على التدخل المبكر إذا ظهرت بعض السلوكيات المضادة للمجتمع في سن صغيرة. قد تساعد برامج التدخل السلوكي في الطفولة على منع تطور اضطراب الشخصية السيكوباتية عند البالغين. 

التحديات والقيود: 

  • معظم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية السيكوباتية لا يعترفون بالحاجة للعلاج، مما يجعل الوصول إلى علاج فعّال أمرًا صعبًا. 

  • الاستمرارية في العلاج تعدّ تحديًا، حيث يميل الأفراد إلى عدم الالتزام بالجلسات العلاجية. 

المراجع المعتمدة: 

  • الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA). (2013). الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الطبعة الخامسة (DSM-5). واشنطن العاصمة: الجمعية الأمريكية للطب النفسي. 

  • منظمة الصحة العالمية (WHO). (2019). التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) للأمراض النفسية والسلوكية. 

 

تعليقات